هل يسبب اعوجاج العمود الفقري اعاقة؟

يعاني الكثير من الأشخاص من اعوجاج العمود الفقري، وهي حالة طبية تؤثر على شكل العمود الفقري وتجعله ينحني إلى أحد الجانبين. لكن ما لا يعرفه البعض هو أن هذه الحالة قد تتطور مع الوقت وتسبب مشاكل جسدية ونفسية تؤثر على حياة المريض اليومية، وتجعله عرضة لمضاعفات خطيرة، بل وقد تؤدي في بعض الحالات إلى الإعاقة. في هذا المقال، نجيب عن أبرز الأسئلة التي قد تدور في ذهن المريض أو ولي الأمر، ونشرح أهمية التشخيص المبكر وطرق المتابعة والعلاج، باستخدام أحدث التقنيات الطبية.

ما هو اعوجاج العمود الفقري؟

اعوجاج العمود الفقري هو انحناء غير طبيعي في شكل العمود الفقري، بحيث يميل إلى اليمين أو اليسار بدلاً من أن يكون مستقيماً. يظهر غالبًا في مرحلة الطفولة أو المراهقة، وقد يتطور تدريجيًا إذا لم يتم اكتشافه مبكرًا.

هل يمكن أن يتحول اعوجاج العمود الفقري إلى إعاقة؟

نعم، في الحالات المتقدمة أو غير المعالجة، قد يتسبب اعوجاج العمود الفقري في مشاكل حركية تؤدي إلى صعوبة في الجلوس أو الوقوف أو المشي. وإذا أصبح الانحناء شديدًا، فقد يُصاب المريض بمضاعفات تؤدي إلى الاعتماد الكامل على السرير أو الكرسي المتحرك، ما يعني الإصابة بإعاقة حركية. لذلك، المتابعة المبكرة ضرورية لتجنب هذا السيناريو.

كيف يتم تشخيص اعوجاج العمود الفقري؟

يُعتبر التصوير بالأشعة السينية (X-ray) أثناء الوقوف من أهم الوسائل لتشخيص اعوجاج العمود الفقري، حيث تُظهر الصورة شكل العمود الفقري بالكامل. وفي بعض الحالات، يتم إجراء تصوير أثناء الاستلقاء (وضعية النوم) لمعرفة مدى مرونة الانحناء. أيضًا، في الحالات الشديدة، يمكن استخدام التصوير المقطعي ثلاثي الأبعاد (CT scan) أو التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) للكشف عن تأثير الانحناء على الأعصاب والحبل الشوكي.

ما الفائدة من التصوير بالرنين المغناطيسي في هذه الحالات؟

التصوير بالرنين المغناطيسي، خاصة عندما يُستخدم مع تقنية “المييلوغرافي” الحديثة، يعطي صورة دقيقة جدًا للحبل الشوكي والأعصاب المحيطة، ويساعد في معرفة ما إذا كانت هناك مضاعفات داخلية نتيجة الاعوجاج، مثل ضغط على الأعصاب أو ضيق في القناة الشوكية.

متى يجب التدخل العلاجي في حاله اعوجاج الاعمود الفقري؟

يتم اتخاذ قرار العلاج بناءً على عدة عوامل، مثل:

• درجة الانحناء (زاوية كوب)

• سرعة تطور الانحناء

• شكاوى المريض (ألم، صعوبة في التنفس، مشاكل في الحركة)

• تأثير الانحناء على مظهر الجسم أو على الثقة بالنفس

العلاج قد يكون تحفظيًا باستخدام الحزام، أو تمارين شروث، أو تدخلًا جراحيًا إذا كانت الحالة متقدمة.

كيف تساعد الأجهزة الحديثة في العلاج؟

أحدث التقنيات الجراحية تستخدم أدوات تثبيت مصنوعة من التيتانيوم، وهي متوافقة مع التصوير بالرنين المغناطيسي، ما يعني أنه يمكن متابعة الحالة بعد العملية بسهولة وبدقة. هذه الأجهزة تساعد في تصحيح الانحناء، وتثبيت العمود الفقري في الوضع الصحيح، وتقليل الألم وتحسين جودة الحياة.

هل يمكن متابعة الحالة بدون جراحة؟

في العديد من الحالات، خاصة إذا تم اكتشاف الاعوجاج في مرحلة مبكرة، يمكن الاعتماد على المراقبة الدورية والعلاج الطبيعي وارتداء الحزام الطبي لتقويم الظهر ومنع تطور الانحناء. الحزام يُستخدم في الغالب للأطفال والمراهقين، حيث يكون العمود الفقري لا يزال في مرحلة النمو.

كيف أتابع حالة طفلي إذا كان مصابًا باعوجاج العمود الفقري؟

• إجراء أشعة دورية كل 6 أشهر أو حسب توجيهات الطبيب.

• متابعة زاوية كوب لمعرفة مدى تطور الانحناء.

• الالتزام بارتداء الحزام في الأوقات المحددة.

• الاهتمام بالعلاج الطبيعي وتمارين التمدد.

• استشارة الطبيب فورًا عند ملاحظة أي تغيير في المشي أو الألم أو في شكل الجسم.

خلاصة مهمة:

اعوجاج العمود الفقري ليس مجرد مشكلة في الشكل، بل قد يتطور ويؤدي إلى مضاعفات تؤثر على الحركة والتنفس والمظهر العام. التشخيص المبكر والمتابعة المنتظمة هما المفتاح لتجنب الوصول إلى مرحلة الإعاقة. ويجب دائمًا استشارة الطبيب المختص بمجرد ملاحظة أي علامات غير طبيعية في استقامة الظهر أو توازن الجسم.

إذا تم استخدام التكنولوجيا الحديثة في التشخيص والعلاج، يمكن التحكم في الحالة وتحسين جودة حياة المريض بشكل كبير، سواء كان طفلًا أو بالغًا.