هل الجراحة تعالج اعوجاج العمود الفقري بشكل نهائي؟ إليك الإجابة الكاملة للأهل والمرضى

هل الجراحة تعالج اعوجاج العمود الفقري بشكل نهائي؟ الحقيقة الكاملة

اعوجاج العمود الفقري، أو ما يُعرف طبيًا باسم الجنف، هو انحناء غير طبيعي للعمود الفقري على شكل حرف S أو C. هذه الحالة قد تصيب الأطفال، المراهقين أو حتى البالغين، وتثير الكثير من القلق لدى المريض وأسرته، خاصة عند التفكير في خيار الجراحة. كثيرون يتساءلون: هل العملية الجراحية تعالج اعوجاج العمود الفقري بشكل نهائي؟ وهل تعود الحالة مرة أخرى بعد الجراحة؟ في هذا المقال، سنجيب على هذه الأسئلة بأسلوب مبسط وواضح، ونستعرض ما يقوله الطب الحديث حول فعالية الجراحة وأهم النقاط التي يجب معرفتها قبل اتخاذ القرار.


متى يلجأ الأطباء للجراحة لعلاج اعوجاج العمود الفقري؟

الجراحة ليست الخيار الأول في معظم الحالات. يوصي الأطباء بالتدخل الجراحي عندما:

  • يكون الانحناء أكثر من 40–50 درجة ويزداد مع الوقت.

  • يسبب الاعوجاج آلامًا مزمنة لا تستجيب للعلاج الطبيعي أو الأدوية.

  • يؤثر الانحناء على التنفس أو عمل القلب بسبب ضغط القفص الصدري.

  • فشل الطرق غير الجراحية مثل الحزام الطبي أو التمارين في إيقاف تطور الحالة.


كيف تتم جراحة اعوجاج العمود الفقري؟

العملية الأكثر شيوعًا هي تثبيت الفقرات (Spinal Fusion). وفيها يقوم الجراح بـ:

  1. إعادة العمود الفقري إلى أقرب وضع مستقيم ممكن باستخدام قضبان معدنية ومسامير خاصة.

  2. دمج الفقرات معًا بواسطة عظام أو مواد خاصة حتى تنمو ككتلة واحدة مستقرة.

  3. الهدف هو إيقاف تطور الانحناء والحفاظ على التوازن الجسدي.

هذه العملية قد تستغرق عدة ساعات، وتحتاج بعدها فترة تعافٍ تمتد لأسابيع أو أشهر.


هل الجراحة تعالج اعوجاج العمود الفقري نهائيًا؟

الإجابة تعتمد على معنى كلمة “نهائيًا”:

  • منع تطور الانحناء: نعم، في أغلب الحالات تمنع الجراحة زيادة الانحناء وتحافظ على العمود الفقري مستقيمًا نسبيًا.

  • إرجاع العمود الفقري لشكل طبيعي 100%: ليس دائمًا، خاصة إذا كان الانحناء شديدًا أو مضى عليه وقت طويل. الهدف هو تصحيح الانحناء قدر المستطاع وتحسين التوازن والمظهر.

  • عدم عودة المشكلة: إذا تمت الجراحة بنجاح، فإن عودة الاعوجاج في نفس المكان نادرة، لكن قد تظهر مشكلات في أجزاء أخرى من العمود الفقري بمرور السنين بسبب الضغط.


مميزات الجراحة

  • تقليل أو إزالة الألم الناتج عن الانحناء.

  • تحسين القدرة على التنفس والحركة في الحالات الشديدة.

  • تحسين المظهر الخارجي واستقامة الجسم.

  • إيقاف تطور الحالة ومنع المضاعفات المستقبلية.


مخاطر الجراحة

مثل أي عملية كبيرة، هناك مخاطر يجب معرفتها:

  • العدوى أو التهابات الجرح.

  • نزيف أثناء العملية.

  • إصابة الأعصاب (وهي نادرة مع التقنيات الحديثة).

  • الحاجة لإزالة أو تعديل الأجهزة المعدنية لاحقًا.

  • تيبس في بعض مناطق العمود الفقري بسبب دمج الفقرات.


فترة التعافي بعد الجراحة

  • البقاء في المستشفى من 4 إلى 7 أيام.

  • العودة للأنشطة اليومية الخفيفة خلال 4–6 أسابيع.

  • العودة للرياضة أو الأنشطة الشاقة بعد 6–12 شهرًا حسب توصية الطبيب.

  • المتابعة المنتظمة بالأشعة للتأكد من ثبات الفقرات وعدم وجود مضاعفات.


هل هناك بدائل للجراحة؟

في الحالات الخفيفة أو المتوسطة، يمكن الاعتماد على:

  • تمارين التنفس لتحسين كفاءة الرئتين.
    لكن إذا كان الانحناء شديدًا ويؤثر على الأعضاء الداخلية، غالبًا لن تغني هذه الطرق عن الجراحة.


نصيحة للأهل والمريض

الجراحة قد تكون خيارًا ممتازًا لمنع تدهور اعوجاج العمود الفقري وتحسين جودة الحياة، لكن يجب اتخاذ القرار بعد استشارة جراح متخصص وفهم جميع المزايا والمخاطر. الاكتشاف المبكر والعلاج في المراحل الأولى قد يجنبك الوصول للجراحة.


الخلاصة

جراحة اعوجاج العمود الفقري ليست علاجًا سحريًا، لكنها فعّالة جدًا في إيقاف تطور الانحناء وتحسين وضعية الجسم في أغلب الحالات. النتيجة النهائية تعتمد على شدة الحالة، عمر المريض، وخبرة الجراح. إذا كنت أو أحد أفراد عائلتك تعانون من الجنف، فالتقييم المبكر ووضع خطة علاجية مناسبة هما المفتاح للحفاظ على صحة العمود الفقري مدى الحياة.

اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

*
*