مدة العلاج الفعلي بالخوذة لتسطح الرأس عند الرضع: متى تتحقق النتيجة؟

يُعد تسطح الرأس أو ما يُعرف بـ”الرض الرأس الموضعي” من التشوهات الشائعة بين الرضع، ويُعالج غالبًا باستخدام خوذة تقويم الرأس. لكن يطرح الكثير من الأهل سؤالًا مهمًا: “ما المدة الفعلية التي يحتاجها طفلي لارتداء الخوذة حتى تتحسن شكل الرأس؟ وهل كل فترة العلاج ضرورية؟”

في هذا المقال نجيب على أهم الأسئلة المتعلقة بالعلاج بالخوذة ونوضح الفرق بين مدة العلاج الكلية والوقت اللازم للوصول إلى نتيجة ناجحة، اعتمادًا على دراسة حديثة أجريت على 300 رضيع.

ما هو الهدف من الدراسة؟

هدفت الدراسة إلى مقارنة المدة الزمنية اللازمة لتحقيق نتيجة ناجحة (تحسّن فعلي في شكل الرأس) مع مدة العلاج الإجمالية بالخُوذة، لمعرفة ما إذا كان بعض الأطفال يرتدون الخوذة لفترة أطول من اللازم.

ما المقصود بـ “نتيجة ناجحة” في علاج تسطح الرأس؟

يُعتبر العلاج ناجحًا عندما يقلّ الفارق في شكل الجمجمة (أو ما يسمى بعدم تناظر القبة القحفية) إلى 5 مم أو أقل، وهي القيمة التي تعتبرها المراجع الطبية آمنة وجمالية.

من شملتهم الدراسة؟

• شملت الدراسة 300 رضيع تم علاجهم بخوذة تقويم الرأس.

• تم تقسيم الأطفال حسب:

  • العمر المصحح عند بدء العلاج (وليس فقط العمر الزمني).

  • شدة التشوّه (خفيف، متوسط، شديد).

• من بين هؤلاء، حقق 226 طفلًا نتائج ناجحة خلال فترة العلاج، وتمت مقارنة مدة التحسن الفعلي مع المدة الكاملة للعلاج لديهم.

• 

ما النتائج التي توصلت إليها الدراسة؟

1. مدة التحسن تعتمد على شدة الحالة

• الأطفال الذين يعانون من حالات خفيفة تحسنوا خلال 6 أسابيع فقط.

• أما في الحالات الشديدة، فقد استغرق الأمر حوالي 17.5 أسبوعًا لتحقيق نتيجة ناجحة.

• المفاجأة: العمر عند بدء العلاج لم يكن له تأثير واضح على مدة التحسن، بل كانت شدة الحالة هي العامل الحاسم.

• 

2. مدة العلاج غالبًا أطول من اللازم

• في الحالات المتوسطة (عند الأطفال الذين لديهم فرق في القبة القحفية أقل من 17 مم)، لوحظ أن:

  • مدة التحسن الفعلي كانت أقصر بكثير من مدة العلاج الكلية.

  • وهذا يعني أن بعض الأطفال استمروا في ارتداء الخوذة حتى بعد الوصول إلى النتيجة المطلوبة.
  • • 

ماذا تعني هذه النتائج للأهل؟

✔️ هل يجب على طفلي أن يرتدي الخوذة طوال المدة التي حددها الطبيب؟

ليس دائمًا. إذا تحقق التحسن المطلوب مبكرًا، فقد لا تكون هناك حاجة للاستمرار طوال فترة العلاج المتوقعة.

✔️ هل من الأفضل البدء بالعلاج مبكرًا؟

رغم أن العمر لم يكن العامل الأساسي، إلا أن البدء المبكر قد يساعد في تسريع التحسن وتقليل حاجة الطفل للارتداء المطوّل.

✔️ كيف أعرف أن طفلي وصل للنتيجة المرجوة؟

من خلال متابعة دقيقة مع الطبيب واستخدام أدوات قياس دقيقة لفارق الجمجمة (مثل التصوير الثلاثي الأبعاد أو القياسات المتخصصة).

ما التوصيات المستخلصة من هذه الدراسة؟

• يجب على الأطباء والأهل الاعتماد على درجة تشوه الرأس الأولية لتحديد مدة العلاج المتوقعة، وليس فقط على الجداول الزمنية العامة.

• ينبغي إعادة تقييم حالة الطفل بشكل دوري، وربما إنهاء العلاج بمجرد الوصول إلى النتيجة المطلوبة.

• تقليل مدة العلاج كلما أمكن قد يُساهم في تحسين جودة حياة الطفل وتقليل العبء على الأهل من حيث التكاليف والراحة النفسية.

• 

خلاصة ونصائح للأهل

• الخوذة فعّالة جدًا في علاج تسطح الرأس إذا استُخدمت بشكل صحيح.

• ليست كل الحالات تحتاج إلى ارتداء الخوذة لفترات طويلة.

• تحدث مع طبيبك باستمرار واطلب منه مراجعة مدى التقدم، فقد تكون قادرًا على تقليل مدة العلاج بأمان.

• الأهم من ذلك، ابدأ العلاج مبكرًا ولا تنتظر تطور الحالة، فالتدخل المبكر يزيد من فرص التحسن السريع.
• 

إذا كنت تشعر بالقلق حول شكل رأس طفلك أو مدة العلاج، فلا تتردد في استشارة أخصائي في جراحة العظام أو طب الأطفال المختص في تشوهات الرأس. كل حالة مختلفة، والمتابعة الدقيقة هي المفتاح للوصول إلى أفضل نتيجة ممكنة في الوقت المناسب