وضعية اليدين على الحائط لتصوير اعوجاج العمود الفقري

وضعية اليدين على الحائط لتصوير اعوجاج العمود الفقري: تقييم النضج العظمي بدقة بدون صور إضافية

 

يعاني العديد من المراهقين من اعوجاج العمود الفقري مجهول السبب (AIS) خلال فترة النمو السريع، مما يتطلب متابعة طبية دقيقة لتقييم تطور الانحناء. أحد أهم العوامل في اتخاذ القرار العلاجي هو تحديد درجة النضج العظمي، والذي يتم عادةً من خلال تصوير اليد والمعصم. ومع ذلك، يتسبب هذا في الحاجة إلى جلسة تصوير إضافية، مما يطيل الوقت ويزيد من التعرض للإشعاع.ولذلك، اقترح فريق من الباحثين استخدام وضعية اليدين على الحائط (HOW) كبديل عملي أثناء التصوير ثلاثي الأبعاد منخفض الجرعة. هذه الوضعية تتيح للطبيب فحص كل من العمود الفقري واليد في صورة واحدة، دون الحاجة إلى صور منفصلة.


لماذا أُجريت هذه الدراسة؟

سعى الباحثون إلى معرفة ما إذا كانت وضعية HOW:

  1. تقدم تقييمًا دقيقًا للنضج العظمي.

  2. تؤثر على دقة قياسات العمود الفقري والحوض مقارنة بالوضعية التقليدية (اليدين على الخدين – HOC).

كيف أُجريت الدراسة؟

شارك في الدراسة 70 مراهقًا يعانون من اعوجاج العمود الفقري. خضع كل مشارك لثلاث صور شعاعية في اليوم نفسه:

  • صورة تقليدية لليد والمعصم.

  • صورتان ثلاثيتا الأبعاد باستخدام وضعيتين مختلفتين: HOW و HOC.

ولضمان الحيادية، وزّع الفريق المرضى عشوائيًا ليبدأ بعضهم بوضعية HOW والآخرون بـ HOC. بعد التصوير، استخدم الأطباء ثلاث طرق لتقييم عمر العظام:

  • مؤشر ساندرز المبسط (SSMS)

  • العمر العظمي الرقمي (DSA)

  • مؤشر التحام عظام الإبهام (TOCI)

وفي الوقت ذاته، حلل الأطباء تسعة قياسات مهمة لزاوية العمود الفقري والحوض باستخدام تقنية ثلاثية الأبعاد.


ماذا أظهرت النتائج؟

أولًا: تقييم النضج العظمي

أظهرت جميع النتائج أن وضعية HOW توفر تقييمًا دقيقًا وموثوقًا للنضج العظمي. وقد حقق الأطباء نسبة توافق تفوق 95% باستخدام كل الطرق الثلاث، سواء مع الصور التقليدية أو صور HOW. بالتالي، أصبح بالإمكان الاعتماد على هذه الوضعية لتقييم عمر العظام بشكل دقيق ودون الحاجة لصورة منفصلة لليد.

ثانيًا: تقييم العمود الفقري والحوض

عند مقارنة الصور، لاحظ الأطباء وجود اختلاف طفيف في زاوية الحداب وميل العجز في وضعية HOW. ومع ذلك، بقيت هذه الفروقات ضمن الهامش السريري المسموح به، ولم تؤثر على قرار العلاج. الأهم من ذلك، أن بقية القياسات مثل زاوية كوب ودوران الفقرات لم تتأثر إطلاقًا، مما يجعل هذه الوضعية خيارًا آمنًا وفعالًا.


ما فوائد وضعية اليدين على الحائط؟

  • تقليل عدد الصور المطلوبة: صورة واحدة تكفي لتقييم كل من العمود الفقري والنضج العظمي.

  • خفض التعرض للإشعاع: يقل عدد جلسات التصوير، مما يحمي المريض.

  • توفير الوقت والجهد: لا حاجة إلى تصوير إضافي أو تنقل المريض بين غرف متعددة.

  • سهولة التنفيذ: يمكن استخدام الوضعية في أي مركز يستخدم تقنية التصوير ثلاثي الأبعاد.

أسئلة شائعة من المرضى وذويهم

هل تُغني هذه الطريقة عن تصوير اليد بشكل منفصل؟


نعم، فهي تُظهر اليد والمعصم بوضوح كافٍ لتقييم النضج العظمي بدقة.

هل تؤثر هذه الوضعية على نتائج تحليل العمود الفقري؟
لا، فقد أثبتت الدراسة أن التغيرات طفيفة وغير مؤثرة سريريًا.

هل هذه الطريقة آمنة من حيث الإشعاع؟
بالتأكيد، فهي تستخدم تقنيات منخفضة الجرعة وتُقلل عدد الصور المطلوبة.

هل تحتاج هذه الوضعية إلى تدريب خاص؟
لا، يمكن تطبيقها بسهولة من قبل فنيي الأشعة في معظم المراكز.


ما التوصيات المستخلصة من الدراسة؟

بناءً على النتائج، أوصى الباحثون باعتماد وضعية اليدين على الحائط في التصوير ثلاثي الأبعاد للمراهقين المصابين باعوجاج العمود الفقري. إذ تُعد هذه الوضعية دقيقة وسهلة وآمنة، كما تُقلل من عدد الصور المطلوبة وتُحسن كفاءة المتابعة.


ماذا يجب أن يفعل ولي الأمر؟

إذا كان طفلك يعاني من اعوجاج العمود الفقري، ننصحك بأن:

  • تسأل الطبيب عن إمكانية استخدام وضعية HOW خلال الفحص.

  • تتأكد من استخدام تقنيات منخفضة الإشعاع.

  • تتابع تطور الحالة بانتظام في فترات النمو السريع.
  • تطلب توضيح نتائج الأشعة لمعرفة مدى تقدم أو استقرار الحالة.

الخلاصة
وضعية اليدين على الحائط تمثل تطورًا مهمًا في طرق تقييم اعوجاج العمود الفقري عند المراهقين. فهي تُمكّن الأطباء من تقييم دقيق وشامل باستخدام صورة واحدة فقط، مما يجعلها خيارًا مثاليًا لتحسين التشخيص وتقليل الإجهاد على المريض والأسرة في آنٍ واحد.

اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

*
*