هل يتفاقم اعوجاج العمود الفقري مع مرور الوقت؟

مايو 11, 2025 AL ROWAD لا يوجد تعليق 27 المشاهدات

جدول المحتويات

هل يتفاقم اعوجاج العمود الفقري مع مرور الوقت؟

عندما يتم تشخيص شخص ما باعوجاج العمود الفقري، فإن أحد أول الأسئلة التي يطرحها الكثيرون هو: “هل سيزداد سوءًا؟”. هناك العديد من المفاهيم الخاطئة المتعلقة بهذا الموضوع، ورغم أن بعض حالات اعوجاج العمود الفقري تتوقف عن التفاقم، إلا أن هذا أمر نادر جدًا. اليوم، نحن نفهم اعوجاج العمود الفقري بشكل أفضل من أي وقت مضى، وبينما لا يمكننا شرح الحالة بشكل كامل، يمكننا الآن تقديم بعض الافتراضات المنطقية حول تطور الحالة مع مرور الوقت.

في هذه المقالة، سنتعرف على أبرز المعلومات المتوفرة حول تطور اعوجاج العمود الفقري.

تطور اعوجاج العمود الفقري

أولاً، من المهم تحديد ما نعنيه بـ “التفاقم” في هذه الحالة. يعبر اعوجاج العمود الفقري عن حالة تسبب العديد من الأعراض غير المريحة، التي تتراوح من التشوه البدني إلى مشاكل في التنفس، ومن أكثر الأعراض تأثيرًا على الشخص هي تدهور الثقة بالنفس. في بيئة طبية، نستخدم قياسًا يسمى “زاوية كوب”، التي تقيس انحراف العمود الفقري عن الوضع الطبيعي. كلما زادت زاوية كوب، زادت حدة الأعراض.

ماهي العوامل التي تؤثر على تطور الاعوجاج

إمكانيات النمو

تم ربط إمكانيات النمو، أي مقدار النمو الذي تم بالفعل وما تبقى منه، بتطور الحالة. كان يُعتقد في الماضي أن التفاقم يحدث بسرعة خلال فترات النمو السريع في سن المراهقة. لكننا اليوم نعلم أن عوامل مثل “علامة ريسر” (التي تشير إلى نضج الهيكل العظمي) وبداية الحيض تلعب دورًا هامًا في تحديد مدى تطور الانحناء.

على سبيل المثال، أظهرت الدراسات أن الأطفال غير الناضجين (الذين لديهم علامة ريسر 0 أو 1) والذين يعانون من انحناءات كبيرة (20-29 درجة) عند التشخيص، يكون لديهم احتمال 68% لتفاقم الحالة. في حين أن الأطفال الناضجين (الذين لديهم علامة ريسر 2-4) بنفس الانحناء يكون لديهم احتمال 23% فقط.

حجم الانحناء

من المسلمات أن حجم الانحناء عند الاكتشاف يعد من العوامل التي تؤثر على تطوره. عمومًا، كلما كان الانحناء أكبر، كان احتمال تطوره أكبر. الدراسات أظهرت أن الأطفال الذين لديهم انحناء أقل من 30 درجة في مرحلة النضوج الهيكلي لا يزداد انحناؤهم في مرحلة البلوغ، بينما الأطفال الذين يعانون من انحناء أكبر من 50 درجة، تتفاقم حالتهم بمعدل درجة واحدة سنويًا.

التاريخ العائلي

التاريخ العائلي لوجود اعوجاج في العمود الفقري يعد من العوامل الرئيسية لتطور الحالة. تشير الدراسات إلى أن الأشخاص الذين لديهم أقارب مصابين باعوجاج العمود الفقري تزيد فرص إصابتهم به بنسبة تتراوح بين 11.5% و19%، وهو ما يفوق النسبة العامة في السكان (2-3%).

الجنس

في المتوسط، تكون الفتيات أكثر عرضة للإصابة باعوجاج العمود الفقري بمقدار 5 مرات مقارنة بالأولاد. كما أن الأنشطة الشائعة بين الفتيات، مثل الجمباز، تزيد من احتمالية الإصابة. لذا، إذا لاحظت أي علامات على اعوجاج العمود الفقري لدى طفلك، خاصة إذا كانت الفتاة، عليك أن تكون أكثر حذرًا.

خلاصة

اليوم، نحن نعرف الكثير عن تطور اعوجاج العمود الفقري، وهذا يمكننا من التنبؤ بتطور الحالة بشكل أفضل ومعالجتها بفعالية. الكلمة الأساسية هنا هي “المعالجة”؛ في معظم الأحيان، يتفاقم اعوجاج العمود الفقري، وغالبًا ما يتفاقم بسرعة. بينما قد تتوقف بعض الحالات عن التفاقم، إلا أن هذا أمر نادر جدًا. تظهر الأبحاث أن حالات الأطفال، على سبيل المثال، نادرًا ما تتحسن من تلقاء نفسها.

لحسن الحظ، أصبح علاج اعوجاج العمود الفقري أكثر تقدمًا. إذا تم اكتشافه مبكرًا، يمكن تجنب الجراحة ومعالجة معظم الحالات بطريقة غير جراحية . ومع ذلك، كلما تأخر العلاج، أصبح العلاج أصعب وأطول.

إذا كنت تشك في أن لديك أو لدى طفلك اعوجاجًا في العمود الفقري، لا تنتظر. قم بالفحص اليوم، وإذا كانت لديك أي مخاوف، تواصل معنا .

رسالتنا للأهل

عزيزي ولي الأمر، لا تنتظر حتى تتدهور حالة طفلك. اعوجاج العمود الفقري ليس لغزًا غير قابل للفهم. يمكننا تشخيصه وعلاجه بطرق فعّالة وآمنة. كل يوم تأخير قد يزيد من تعقيد العلاج ويُقرب طفلك من الحاجة إلى الجراحة. لذلك، يجب أن تتجنب الخرافات التي قد تضر بصحة طفلك.

ابدأ العلاج فورًا بمجرد اكتشاف الحالة. استشر أطباء متخصصين في العلاج الطبيعي للجنف، واعتمد على أحدث تقنيات التشخيص والمتابعة. لا تضيع الفرصة لعلاج الجنف في مراحله المبكرة.