تأثير حزام اعوجاج العمود الفقري على التوازن لدى المراهقين المصابين باعوجاج العمود الفقري مجهول السبب

يُعد اعوجاج العمود الفقري مجهول السبب عند المراهقين (Adolescent Idiopathic Scoliosis – AIS) من أكثر أنواعه شيوعًا، حيث يظهر عادةً في فترة النمو السريع خلال سن المراهقة. من بين العلاجات غير الجراحية المنتشرة، يبرز العلاج باستخدام حزام اعوجاج العمود الفقري كخيار أساسي للحد من تطور الانحناء ودعم استقامة العمود الفقري.
لكن سؤالًا مهمًا يشغل بال الأهل والمصابين:
هل ارتداء حزام اعوجاج العمود الفقري يحسّن التوازن لدى المراهقين، أم قد يسبب مشاكل إضافية في الحركة والثبات؟

في هذا المقال، سنعرض نتائج مراجعة علمية منهجية لدراسات تناولت تأثير حزام اعوجاج العمود الفقري على التوازن عند مرضى اعوجاج العمود الفقري، بلغة مبسطة تساعد الأهل والمراهقين على فهم الصورة الكاملة.

ما هو التوازن ولماذا يتأثر باعوجاج العمود الفقري؟

التوازن هو قدرة الجسم على الحفاظ على وضعية مستقرة أثناء الوقوف أو الحركة. في حالة اعوجاج العمود الفقري، يؤدي الانحناء إلى تغير في مركز ثقل الجسم، ما قد يزيد من تأرجح مركز الضغط (Center of Pressure – COP) ويجعل السيطرة على الوضعية أصعب.
الدراسات تشير إلى أن المراهقين المصابين باعوجاج العمود الفقري لديهم عادةً زيادة في حركة مركز الضغط مقارنةً بالأشخاص الأصحاء، مما يعني أنهم يبذلون جهدًا أكبر للمحافظة على التوازن.

كيف يحاول الجسم التكيف؟
رغم هذا التحدي، يتمكن الكثير من المصابين باعوجاج العمود الفقري من التحكم في توازنهم من خلال:

• تفعيل مشترك للعضلات (Muscle Co-contraction) لزيادة الثبات.

• تحفيز الإحساس العميق (Proprioception) الذي يساعد الدماغ على معرفة موقع الجسم في الفراغ.

إذا لاحظتِ انحناء في ظهر طفلك، أو لاحظتِ عدم تماثل بين الجانبين، فلا تترددي في استشارة طبيب متخصص.

دور حزام اعوجاج العمود الفقري في تحسين التوازن

حزام اعوجاج العمود الفقري صُمم أساسًا لتصحيح أو إبطاء تطور الانحناء في العمود الفقري، لكن بعض الدراسات بحثت أيضًا في تأثيره على التوازن.
مراجعة شاملة شملت 10 دراسات على 282 مراهقًا مصابًا باعوجاج العمود الفقري، أظهرت أن:

• التأثير الإيجابي على التوازن يحتاج لوقت أطول من الاستخدام المنتظم ليظهر.

• التوازن يعتمد على عدة عوامل، منها شدة الانحناء، مدة ارتداء الحزام، قوة العضلات، ونشاط المريض اليومي.

أسئلة شائعة تدور في ذهن الأهل والمصابين

1. هل حزام اعوجاج العمود الفقري قد يسبب ضعف التوازن؟

لا، لكن في البداية قد يشعر المريض ببعض عدم الراحة أو تقييد الحركة، وهذا قد يؤثر مؤقتًا على طريقة الوقوف أو المشي. مع الوقت، يتأقلم الجسم على الحزام.

2. هل يمكن للحزام أن يحسن التوازن

 يساعد الحزام على تحسين الوضعية وتقليل انحراف العمود الفقري، لكن التحسن في التوازن ليس فورًا. يحتاج المريض أيضًا إلى تمارين مخصصة لتقوية العضلات وتحسين الإحساس الحركي.

3. ما أهمية المتابعة مع الطبيب أو أخصائي العلاج الطبيعي؟

المتابعة ضرورية لضبط الحزام، وتحديد عدد ساعات الارتداء يوميًا، ولإضافة برنامج تمارين داعم يركز على التوازن، القوة، والمرونة.

4. هل يمكن الاعتماد على الحزام وحده لعلاج مشاكل التوازن؟

 الحزام يعالج مشكلة الانحناء، بينما التوازن يحتاج إلى تدخلات أخرى مثل العلاج الطبيعي وتمارين التوازن.

نصائح للأهل والمراهقين لتحسين التوازن مع حزام اعوجاج العمود الفقري

• الالتزام بعدد ساعات ارتداء الحزام كما يصف الطبيب.

• ممارسة تمارين التوازن مثل الوقوف على قدم واحدة، أو المشي على خط مستقيم.

• تقوية عضلات الجذع (Core Muscles) لأنها تدعم استقرار العمود الفقري.

• متابعة التقدم من خلال تقييمات دورية مع الأخصائي.

إذا لاحظتِ انحناء في ظهر طفلك، أو لاحظتِ عدم تماثل بين الجانبين، فلا تترددي في استشارة طبيب متخصص.

الخلاصة

حزام اعوجاج العمود الفقري يلعب دورًا مهمًا  تطور الانحناء، لكنه ليس الحل الوحيد لمشاكل التوازن. معظم الدراسات تشير إلى أن التحسن الملحوظ في التوازن لا يحدث فورًا بعد ارتداء الحزام، بل يحتاج إلى وقت وبرنامج علاجي متكامل يشمل تمارين خاصة.
لذلك، على الأهل والمصابين باعوجاج العمود الفقري فهم أن الحزام جزء من الخطة العلاجية، وليس العلاج الكامل. الدمج بين ارتداء الحزام، التمارين العلاجية، والمتابعة الطبية المنتظمة هو الطريق الأمثل لتحقيق أفضل النتائج في استقامة العمود الفقري وتحسين التوازن.