تأثير استخدام حزام العمود الفقري على التوازن والمشي عند مرضى الجنف المراهقين

تأثير استخدام حزام العمود الفقري لفترات قصيرة وطويلة مع أو بدون تمارين على العمود الفقري والتوازن والمشي لدى المراهقين المصابين بالجنف مجهول السبب

يُعتبر الجنف مجهول السبب في المراهقة (AIS) من أكثر اضطرابات العمود الفقري انتشارًا بين المراهقين، حيث يؤدي إلى انحناء غير طبيعي للعمود الفقري قد يؤثر على مظهر الجسم ووظائفه الحركية. أثبتت الدراسات أن المرضى المصابين بالجنف يعانون من تغيرات في نمط المشي والتوازن، مما يؤثر على جودة حياتهم. لهذا السبب، يُستخدم حزام العمود الفقري كوسيلة علاجية مهمة لتقليل تفاقم الانحناء وتثبيت العمود الفقري. عادةً ما يُرتدى الحزام لفترات طويلة تصل إلى 20-22 ساعة يوميًا. لكن ما هو تأثير استخدام الحزام لفترات قصيرة وطويلة، خاصة عند دمجه مع برنامج تمارين محدد؟ وهل هناك فرق واضح بين استخدام الحزام فقط أو مع التمارين؟ هذا ما نسعى لشرحه في هذا المقال، مع التركيز على أهم النتائج التي توصلت إليها الدراسات الحديثة.

ما هو الجنف مجهول السبب عند المراهقين؟

الجنف مجهول السبب هو انحناء جانبي غير طبيعي في العمود الفقري يحدث عادةً خلال فترة النمو السريع في المراهقة، دون سبب واضح أو إصابة سابقة. قد يؤدي هذا الانحناء إلى اختلال في التوازن، مشاكل في المشي، وألم في الظهر أحيانًا.

كيف يساعد حزام العمود الفقري في علاج الجنف؟

يعمل حزام العمود الفقري على دعم العمود الفقري والحد من زيادة انحنائه من خلال تطبيق ضغط مستهدف على مناطق معينة. يرتديه المريض لفترات طويلة يوميًا، مما يساعد على إعادة تشكيل العمود الفقري خلال فترة النمو ويمنع تفاقم الحالة.

دراسة حديثة عن تأثير استخدام الحزام مع أو بدون تمارين

أجريت دراسة حديثة على 45 مراهقًا مصابًا بالجنف مجهول السبب، بهدف تقييم تأثير استخدام الحزام لفترات قصيرة وطويلة مع أو بدون برنامج تمارين خاص. قُسم المشاركون إلى مجموعتين:

• الأولى: استخدمت الحزام بشكل مكثف (24 ساعة يوميًا) لفترة قصيرة.

• الثانية: استخدمت الحزام 15-18 ساعة يوميًا مع برنامج تمارين متخصص لمدة 6 أشهر (شملت 12 جلسة علاجية).

تم قياس عدة عوامل مثل درجة الانحناء عبر صور الأشعة (زاوية كوب)، مستوى الألم، التوازن أثناء الوقوف، وتوزيع الضغط على القدم أثناء المشي.

نتائج مهمة ومشجعة

• تحسن في زاوية الانحناء: أظهرت المجموعة التي استخدمت الحزام فقط تقليلًا بمقدار 12 درجة في زاوية كوب على الفور بعد الاستخدام القصير. أما المجموعة التي دمجت الحزام مع التمارين، فقد حققت تصحيحًا مقداره 5.3 درجة بعد 6 أشهر.

• تحسين التوازن: شهد كلا المجموعتين تحسنًا ملحوظًا في التوازن الأمامي الخلفي والجانبي، ما يعني قدرة أكبر على الوقوف بثبات.

• تقليل الضغط على الكعب أثناء المشي: قل الضغط الزائد على منطقة الكعب خلال المشي، مما يدل على تحسين نمط المشي وتقليل الإجهاد على القدم.
• 

ماذا يعني هذا للمريض؟

• هل يمكنني الاعتماد على الحزام وحده؟
  استخدام الحزام لفترة قصيرة يساعد في تصحيح انحناء العمود الفقري بشكل فوري، لكنه قد لا يكون كافيًا للحفاظ على هذا التحسن. دمج الحزام مع برنامج تمارين متخصص يزيد من فرص الاستقرار والنتائج طويلة الأمد.

• هل التمارين مهمة؟
  نعم، التمارين العلاجية الخاصة تعزز من فعالية الحزام، إذ تساعد على تقوية عضلات الظهر وتحسين التوازن والقدرة على المشي بشكل صحيح.

• 

• كم مدة ارتداء الحزام والقيام بالتمارين؟
  توصي الدراسة بارتداء الحزام من 15 إلى 24 ساعة يوميًا، مع ممارسة التمارين العلاجية بانتظام، على الأقل لمدة 6 أشهر لتحقيق نتائج ملحوظة.

• هل يقلل الحزام من الألم؟
  نعم، يقلل الحزام مع التمارين من آلام الظهر المرتبطة بالجنف من خلال تحسين توزيع الأحمال على العمود الفقري.

• 

أهمية التقييم والمتابعة الطبية

نجاح العلاج يعتمد بشكل كبير على متابعة الطبيب المختص وتقييم التقدم بانتظام عبر الفحوصات السريرية والأشعة. يجب تعديل الحزام والتمارين حسب تقدم الحالة لضمان أفضل النتائج.

نصائح للمراهقين وأولياء الأمور

• التزم بارتداء الحزام حسب تعليمات الطبيب، ولا تتوقف عن استخدامه بدون استشارة.

• مارس التمارين العلاجية الموصوفة بانتظام لتحسين نتائج العلاج.

• احرص على المتابعة الطبية الدورية لتعديل خطة العلاج حسب الحاجة.

• تجنب الأنشطة التي قد تزيد من تفاقم الجنف دون استشارة الطبيب.

الخلاصة

إذا كنت أو أحد أفراد أسرتك يعاني من الجنف، ننصح بالتوجه إلى مراكز علاج متخصصة وموثوقة لمتابعة الحالة وتلقي العلاج المناسب، حيث يلعب التشخيص الدقيق والمتابعة المستمرة دورًا حيويًا في نجاح العلاج والوقاية من المضاعفات.

صحتك تبدأ بالاهتمام والالتزام، فلا تتردد في استشارة الخبراء لتحقيق أفضل نتائج في علاج الجنف.