
هل توجد علاقة بين تسطح الرأس عند الرضع وتأخر النمو؟
هل توجد علاقة بين تسطح الرأس عند الرضع وتأخر النمو؟
يتساءل العديد من الآباء والأمهات عن هذه العلاقة، خاصة عندما يلاحظون أن بعض الأطفال الذين يعانون من تسطح الرأس لديهم تأخر في المهارات الحركية أو اللغوية. ورغم أن الأبحاث في هذا المجال ما زالت محدودة، إلا أن بعض الدراسات العلمية تشير إلى وجود ارتباط محتمل يستحق الانتباه.
ما هو تسطح الرأس عند الرضع؟
تسطح الرأس عند الرضع، أو ما يُعرف طبيًا بـ “تسطح الرأس الموضعي”، هو تغير في شكل الجمجمة نتيجة تعرض جزء منها لضغط متكرر، مثل النوم لفترات طويلة على نفس الجهة.
في أغلب الحالات، يكون الأمر بسيطًا وقابلًا للعلاج، لكن في بعض الأحيان قد يترافق مع مشكلات في النمو أو التطور الحركي.
دراسة تكشف ارتباطًا محتملاً بين تسطح الرأس وتأخر النمو
في عام 2010، أجرى الباحث ماثيو إل. سبيلتز دراسة على أطفال بعمر 6 أشهر. قارنت الدراسة النمو العصبي بين الأطفال المصابين وغير المصابين بتسطح الرأس.
أظهرت النتائج أن الأطفال المصابين سجلوا مستويات أقل في المهارات الحركية. ورغم تداخل المهارات الحركية واللغوية والمعرفية في هذا العمر، إلا أن الفارق في التطور الحركي كان ملحوظًا.
هذا يشير إلى احتمال وجود علاقة بين شكل الرأس والنمو العصبي، لكن من غير المؤكد إذا كان تسطح الرأس هو السبب أو أن التأخر في النمو هو الذي أدى إلى التسطح.
دراسة أخرى تدعم الفكرة
أجرى الباحث روبرت ميلر دراسة على 63 طفلًا لديهم تسطح دائم في الرأس.
النتائج أظهرت أن 40% منهم احتاجوا إلى دعم إضافي في المدرسة، مثل التعليم الخاص أو العلاج الوظيفي أو علاج النطق. في المقابل، لم يحتاج سوى 8% فقط من إخوتهم غير المصابين إلى نفس الدعم.
ورغم صغر حجم العينة، إلا أن هذه النتائج تدعم احتمال وجود ارتباط بين تسطح الرأس وبعض صعوبات التعلم أو التأخر في التطور.
إذا لاحظتِ أي انحراف واضح أو عدم تناظرفي شكل الرأس، فمن الأفضل استشارة طبيب الأطفال لتقييم الحالة.
أهمية الفحص المبكر والتدخل السريع
تؤكد الدكتورة سوزان أورا على ضرورة فحص رأس الطفل مبكرًا، لبدء العلاج إذا لزم الأمر.
كما توصي الجمعية الأمريكية للممرضات ببدء التدخل العلاجي مبكرًا، لأن ذلك يقلل من فرص حدوث تأخر في النمو أو مشكلات مستقبلية.
ومن المهم أيضًا استبعاد الحالات الأكثر خطورة، مثل التحام عظام الجمجمة المبكر، التي قد تتطلب علاجًا جراحيًا.
متى يجب البدء في علاج تسطح الرأس؟
أفضل وقت لبدء العلاج هو بين 4 و7 أشهر من عمر الطفل.
في هذه الفترة، تكون عظام الجمجمة مرنة وقابلة للتشكيل. غالبًا ما تكفي تغييرات الوضعية وتمارين وقت البطن لعلاج المشكلة.
لكن إذا لم يتحسن شكل الرأس، قد يوصي الطبيب باستخدام الخوذة الطبية، ويفضل البدء بها قبل عمر 12–14 شهرًا لتحقيق أفضل النتائج.
إذا لاحظتِ أي انحراف واضح أو عدم تناظرفي شكل الرأس، فمن الأفضل استشارة طبيب الأطفال لتقييم الحالة.
نصائح للأهل للوقاية وتقليل المخاطر
-
تغيير وضعية النوم بانتظام لتوزيع الضغط على أجزاء مختلفة من الرأس.
-
منح الطفل وقتًا يوميًا على البطن (Tummy Time) لتقوية عضلات الرقبة والكتفين.
-
تجنب الجلوس الطويل في مقاعد السيارة أو الكراسي الهزازة خارج أوقات السفر.
-
مراقبة شكل رأس الطفل باستمرار واستشارة الطبيب عند ملاحظة أي تغير.
-
البدء المبكر بالعلاج إذا أوصى الطبيب، سواء بتغيير الوضعيات أو استخدام الخوذة.
إذا لاحظتِ أي انحراف واضح أو عدم تناظرفي شكل الرأس، فمن الأفضل استشارة طبيب الأطفال لتقييم الحالة.
الخلاصة
تسطح الرأس عند الرضع غالبًا ما يكون بسيطًا، لكن بعض الدراسات تربطه باحتمال حدوث تأخر في التطور الحركي أو المعرفي. لذلك، من المهم للأهل التعامل معه بجدية، والفحص المبكر، واتباع أساليب الوقاية.