العلاج الطبيعي لتسطيح الرأس والصعر عند الرضع: دليل شامل للتدخل المبكر

العلاج الطبيعي لتسطيح الرأس والصعر

العلاقة بين التواء الرقبة (الصعر) وتسطيح الرأس (تسطيح الجمجمة)

يُعرف التواء الرقبة الخلقي، أو ما يسمى “الصعر”، بأنه خلل في توازن عضلات الرقبة من الجهتين، وتحديدًا عضلتي القصي الترقوي الخشائي. هذه العضلات مسؤولة عن حركة دوران الرأس وتمايله، كما تعمل معًا على رفع الرأس للأعلى. يبدأ الصعر غالبًا نتيجة إصابة أثناء الولادة، أو بسبب وضعية الجنين داخل الرحم، أو نتيجة وجود عقدة ليفية صغيرة في العضلة تُسمى ورمًا عضليًا (رغم أن الاسم قد يبدو مقلقًا، فهو غير سرطاني).

هذا الخلل يؤدي إلى صعوبة في حركة الرأس، ويُلاحظ خلال الأسابيع الأولى بعد الولادة. مع الوقت، تؤثر هذه الوضعية المحدودة على شكل الرأس، حيث يميل الطفل إلى الاتكاء على نفس الجانب دائمًا، مما يسبب تسطيحًا في الجمجمة يُعرف بـ”تسطيح الرأس الموضعي”.

كيف يساهم الصعر في تسطيح الرأس؟

عندما لا يستطيع الطفل تحريك رأسه بحرية، يميل إلى النوم والاتكاء دائمًا على نفس الجانب. هذا يؤدي إلى تسطيح في هذا الجزء من الرأس. في المقابل، قد يتسبب التسطيح نفسه في شد عضلة واحدة من الرقبة أكثر من الأخرى، مما يؤدي إلى تفاقم الصعر. لذا، فإن كلا الحالتين يمكن أن تعزز إحداهما الأخرى إذا لم يتم التدخل في الوقت المناسب.

العلاج الطبيعي للصعر: دور فعّال عند التدخل المبكر

العلاج الطبيعي يُعد وسيلة فعّالة للغاية لعلاج الصعر، خصوصًا عند اكتشاف الحالة في وقت مبكر. من خلال تمارين الإطالة والتدليك، يمكن إعادة التوازن إلى عضلة القصي الترقوي الخشائي واستعادة الحركة الطبيعية للرقبة.

خطوات العلاج الطبيعي للصعر:

  • يُرشدك أخصائي العلاج الطبيعي إلى كيفية إجراء تمارين الإطالة بأمان لطفلك.
  • تُكرر التمارين عدة مرات يوميًا، ويفضل أن يكون الطفل مرتاحًا ومشبعًا قبل البدء لتقليل الانزعاج.
  • من الطبيعي أن يشعر الطفل ببعض الانزعاج في البداية، لكن التمارين لن تؤذيه.

تنصح هيئة الصحة الوطنية  (NHS Wales) باتباع دليل التمارين المخصص للصعر، لكن هذا لا يغني عن استشارة أخصائي مختص يستبعد وجود حالات أخرى مثل القدم الحنفاء أو خلع الورك الخلقي.

في بعض الحالات الشديدة أو المتأخرة، قد لا تكون التمارين كافية، وقد يحتاج الطفل إلى علاج إضافي مثل حقن البوتوكس لإرخاء العضلة مؤقتًا، أو تدخل جراحي بسيط لإطالة العضلة.

العلاج الطبيعي لتسطيح الرأس (تسطيح الجمجمة)

العلاج الأولي لتسطيح الرأس هو تغيير وضعية الطفل، أو ما يعرف بـ”إعادة التوضيع”. الهدف هو تقليل الضغط على الجانب المتأثر من الرأس. من المهم أيضًا زيارة الطبيب للتأكد من عدم وجود التحام مبكر لعظام الجمجمة (التحام درزي مبكر).

طرق فعالة لتقليل التسطيح:

  • بدء تمارين “وقت البطن” (Tummy Time) عندما يكون الطفل مستيقظًا وتحت إشرافك. هذه التمارين تعزز قوة الرقبة والكتفين، وتقلل من الضغط على مؤخرة الرأس.
  • تقليل وقت استخدام الكراسي المخصصة للرضع أو مقاعد السيارة، التي قد تزيد الضغط على مؤخرة الرأس.
  • أثناء النوم، ضَع الطفل على ظهره دائمًا للوقاية من متلازمة الموت المفاجئ، لكن يمكن تغيير اتجاه رأسه تدريجيًا بلطف.

في المراحل المبكرة، تساعد إعادة التوضيع على منع تطور التشوه وتحسين التماثل في شكل الرأس. لكن في الحالات المتوسطة إلى الشديدة، أو إذا كان الصعر موجودًا أيضًا، قد تكون هناك حاجة إلى تدخل إضافي.

ماذا تفعل إذا لاحظت تسطحًا في رأس طفلك أو ميلانًا في رقبته؟

كلما كان التدخل مبكرًا، كانت النتائج أفضل. من الأسهل تنفيذ التمارين وإعادة التوضيع مع طفل صغير قبل أن يبدأ بالحركة الكثيرة. بعد عمر 4 إلى 6 أشهر، تقل فاعلية العلاج الطبيعي وحده، وقد لا يتغير شكل الرأس من تلقاء نفسه.

في هذه الحالات، يمكن اللجوء إلى خوذة علاجية مخصصة (جهاز تقويم الجمجمة) تعمل على إعادة توجيه نمو الرأس بطريقة آمنة وتحقيق تماثل أفضل.


نصيحة للآباء والأمهات

راقبوا شكل رأس الطفل منذ الأسابيع الأولى، وغيّروا وضعيته بانتظام. إذا لاحظتم أي تسطح في الجمجمة، لا تترددوا في استشارة طبيب متخصص. التدخل المبكر هو المفتاح للعلاج الناجح.

اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

*
*